تعرض قنوات التلفزة الفضائیة الكوردیة ، في شهر رمضان المبارك ، مجموعة من المسلسلات الكوردیة المنتجة خصیصا للشهر الفضیل ، من بينها المسلسل الكوردي التاریخي “ادیابین” الذی یعرض بالاضافة الی نسخته الكوردیة ، نسخته المترجمة ایضا الی العربیة.
و “ادیابین” بات المسلسل الاكثر حضورا و مشاهدة ، حیث لقی استقبالا جماهیریا كبیرا، كما اثار تساؤلات فنیة وفكریة ، وتاریخیة ایضا ، بین مؤید واحیانا معارض ، لكن التفاعل قوی جدا مع المسلسل جعله الترند الوحید بین مسلسلات رمضان .
یذكر ان عدداً كبيراً من الممثلین الكورد یشاركو فی هذا المسلسل الذي هو من كتابة وسیناریو الكاتب الراحل كریم عبدالله الذي لم يحالفه الحظ في رؤية عمله على الشاشة حيث توفي قبل مدة ، واخراج حسن علی ، وصور المشاهد الاساسیة والنسبة الاكبر من المسلسل بطاقم فني كوردي ، في قلعة اربیل التاريخية.
ويستعرض المسلسل الذي يغطي الحقبة الزمنية الممتدة بين الحربين العالميتين الأولى والثانية ، أحداثا تاريخية وصراعات بين شخصيات عاشت في تلك الحقبة ، كما يحكي المتغيرات السياسية التي طرأت على المنطقة خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي بقالب درامي ملحمي، ويستعرض في حبكته خبايا التدخل الأجنبي واستغلال الصراعات الاجتماعية وتحويلها إلى صراعات سياسية.
وما يميز المسلسل هو مشاركة أكثر من ألفي كومبارس في العمل لإضفاء قالب ملحمي.
وعلى الرغم من وجود كم من الأعمال التلفزيونية سنوياً بإقليم كوردستان ، إلا أن الناقد التلفزيوني والمسرحي الدكتور إبراهيم سمو يقول إن “الحركة الدرامية الكوردية تسير بخطى بطيئة جداً”.
ويعزو سمّو ذلك إلى عدم رغبة المنتجين وأصحاب رؤوس الأموال بالدخول في هذه الصناعة الفتية ، معتبرا أن “الدراما الكوردية ما زالت تسير بنطاق محلي جداً ، ولم تستطع أن تطرح قضايا جوهرية تعكس تطلعات وآمال الجمهور” .
غير أن المخرج الكوردي شينوار كمال يقول إن السنوات الأربع الأخيرة شهدت منافسة شديدة، حيث تحركت الدراما الكوردية على نحو ملحوظ، وقد خلق ذلك حسب وصف كمال “قناعة لدى المنتجين وقنوات العرض للدخول في هذه الصناعة الغائبة”.