ئاژانسی هەواڵی زاگرۆس

جمعة طائفية بامتياز في العراق: عطلة يوم السقيفة مقابل عطلة عيد الغدير

شهد العراق جُمعة طائفية بامتياز على وقع دعوات شيعية لإقرار ذكرى يوم الغدير كعطلة رسمية، وأخرى سنية مضادة لإقرار ذكرى يوم سقيفة بني ساعدة كعطلة مماثلة.

ودعا حازم الأعرجي خطيب صلاة الجمعة الموحّدة في بغداد أتباع التيار الصدري صاحب الدعوة لتلك الصلاة إلى مساندة مطلب زعيمهم مقتدى الصدر بإقرار عطلة يوم الغدير عبر الهُتاف “لبيك يا علي”، بينما لوّح عبدالوهاب السامرائي إمام وخطيب جامع أبي حنيفة في بغداد بالمطالبة بعطلة السقيفة في مقابل عطلة يوم الغدير.

وجاءت الدعوتان المتضادّتان عشية عقد مجلس النواب العراقي السبت لجلسة تضمّن جدول أعمالها مناقشة مشروع قانون العطلات الرسمية ومن ضمنها عطلة عيد الغدير التي تعثّرت مناقشتها في جلسة سابقة بسبب وجود اعتراضات شديدة عليها من قبل العديد من نواب المجلس.

وكان مقترح إقرار هذه العطلة قد صدر عن زعيم التيار الصدري الذي كتب في أبريل الماضي في منصة إكس أنه “بأمر من الشعب والأغلبية الوطنية المعتدلة بكل طوائفها، يجب على مجلس النواب تشريع قانون يجعل من الثامن عشر من شهر ذي الحجة، عيد الغدير، عطلة رسمية عامة لكل العراقيين بغض النظر عن انتمائهم وعقيدتهم”.

وترافق الجدل حول إقرار هذه العطلة، مع تواتر المؤشرات على عودة الصدر عن قراره السابق بمقاطعة الحياة السياسية واستعدادات تياره للمشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة.

وفي إطار تلك الاستعدادات أعلن مقتدى الصدر عن تغيير مسمّى تياره من التيار الصدري إلى “التيار الوطني الشيعي”، في خطوة اعتبرها متابعون للشأن العراقي رغبة من الصدر في إضفاء بعد وطني على حراكه السياسي مستقبلا.

لكن الحراك الكثيف للتيار في سبيل فرض عطلة عيد الغدير أظهرت مواصلة زعيمه الاعتماد بشكل كبير على العامل الطائفي في تحفيز جمهوره وتعبئة أنصاره، وهي سمة غالبة على الأحزاب الدينية التي حكمت العراق بعد سنة 2003 والتي افتقرت إلى حدّ كبير إلى الرؤية الإستراتيجية والبرامج العملية في قيادة الدولة ولجأت إلى التعويض عن ذلك النقص بدغدغة العواطف الدينية والطائفية الأمر الذي تسبب في تراجع الهوية الوطنية الجامعة للمجتمع العراقي في مقابل توهّج الهويات الفرعية.

وينطوي الجدل بشأن يوم الغدير ويوم السقيفة بالذات، على محاذير توتّر استثنائي إذ تحيل المناسبتان على أصل الخلاف السياسي  التاريخي بين السنّة والشيعة بشأن من منهما أحق بالخلافة.

وتقول الرواية الشيعية إنّ يوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة من كل عام وفق التقويم الهجري هو اليوم الذي خطب فيه النبي محمد خطبة في السنة العاشرة للهجرة في مكان يُسمى “غدير خم” عيّن بموجبها الإمام علي بن أبي طالب مولى للمسلمين من بعده.

أمّا ذكرى سقيفة بني ساعدة فتحمل رمزية خاصّة لدى السنّة باعتبار أنّ السقيفة الموجودة في يثرب كانت قد ضمت اجتماعا لأنصار النبي محمّد إثر وفاته في السنة الحادية عشرة للهجرة أفضى إلى التوافق على شخص الصحابي أبي بكر الصديق خليفة على المسلمين.

وكان الانقسام بين سنّة وشيعة واضحا في التفاعل مع دعوة الصدر لإقرار عطلة عيد الغدير، حيث بادر نواب بالبرلمان منتمون للطائفة الشيعية إلى جمع أكثر من مئة ألف توقيع دعما لتلك الدعوة.

وقال عقيل عباس النائب عن ائتلاف دولة القانون بقيادة رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي إنّ “موضوع عطلة عيد الغدير قد تأخر كثيرا وكان من المفترض أن يكون هذا العيد يوم عطلة رسمية منذ العام 2003، لكن المجاملات السياسية منعت تشريع القانون في حينها”. وأكّد أنّ “المكون الشيعي بشكل عام مصرّ على أنّ يكون هذا اليوم عطلة رسمية لكل العراقيين”.

وفي المقابل قال النائب السابق في البرلمان العراقي مشعان الجبوري (سنّي) إن تحويل عيد الغدير عيدا وطنيا “سيؤدي إلى حساسيات، الشعب العراقي في غنى عنها”. وأضاف عبر منصة إكس “محاولة تشريع عطلة عيد الغدير يعني عمليا تبني سردية دينية شيعية لا وجود لها بالمطلق في السردية السنية”.

وفي خطوة مضادة لخطوة النواب الشيعة قام نواب سنّة بجمع توقيعات زملائهم في البرلمان للمطالبة بسحب مشروع قانون عطلة الغدير.

وقال حزب متحدون بقيادة الرئيس الأسبق للبرلمان العراقي أسامة النجيفي إنّ من الأجدر “في هذه المرحلة المفصلية التي يعيشها العراقيون البحث عن نقاط اتفاق جديدة بعيدا عن السرديات الطائفية”، وأشار في بيان أصدره في وقت سابق إلى أنّ “عيد الغدير أو عيد الولاية حسب السردية التي يعتنقها الفقه الشيعي تكفّر من لا يعتقد في ذلك”، معتبرا “اعتماد هذه السردية يعني تكفير نصف الشعب العراقي”.

ووجه الصدر، الجمعة، شكره إلى المشاركين في الصلاة الموحدة المساندة لإقرار العطلة التي اقترح إقرارها. وقال عبر منصة إكس “شكرا لعشاق الغدير”.

وشاركت جماهير غفيرة من أتباع الصدر في صلاة الجمعة الموحّدة في عدد من المحافظات العراقية. وقرأ الخطباء خطبة مركزية أمر الصدر بأن تعاد قراءتها في كل صلوات الجمعة إلى حين حلول ذكرى الغدير التي ستوافق الخامس والعشرين من شهر يونيو القادم.

وقال الأعرجي في خطبته ببغداد إن “مشروع عطلة عيد الغدير لم يتأت عن فراغ أو من أجل راحة لموظف أو لطالب، بل هو تعميق لروح الموالاة والنصرة الحقيقية للإسلام بِلِحَاظِ أن هذا العيد أمر إلهي إلى رسوله بأن يبلغ بالولاية لأمير المؤمنين، وهذا أمر الله لنبيه، ونبيُّه بلّغ”.

ودعا “العراقيين كافة” إلى “إنجاح ونصرة مشروع الصدر بأن يكون عيد الغدير عطلة رسمية عراقية”.

ومن الجانب السنّي حذر السامرائي من على منبر جامع أبي حنيفة من إثارة الفتنة الطائفية مرة أخرى في البلاد من خلال المطالبة بإعلان عيد الغدير عطلة رسمية، ملمّحا إلى أن أهل السُنة سيطالبون بعطلة ليوم سقيفة بني ساعدة وتنصيب عمر بن الخطاب خليفة في حال المضي بتشريع قانون عطلة الغدير من قبل البرلمان العراقي.

وقال السامرائي في خطبته “نأمل أن يكون هناك موقف من الحكومة والبرلمان الذي يُراد له أن يُعقد السبت، يحدد هوية البلاد، إما أن تكون هوية وطنية عراقية وهذا ما نريده، وإما أن تُحفظ جميع الحقوق والهويات”، مضيفا “سنرفع الصوت عاليا ليسمع العالم الاسلامي ولتسمع مكة والقاهرة وكل العالم أن العراق إما أن يكون بلدا لكل المواطنين وإما أن تُحفظ الهويات جميعا ولا تُطمس هوية من الهويات”.

وتابع السامرائي قوله “لن نقبل ولن نرضى.. إما أن تكون هوية لكل العراقيين هوية مواطنة وأن تُحترم كلُّ الهويات فتكون عطلة ليوم الغدير وعطلة ليوم السقيفة وعطلة لتنصيب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وليرض من يرضى، وليسخطْ من يسخط، فديني أهم من المجاملات إذا لم تحترم هويتي”.

هەواڵی پەیوەندیدار

رئيس الحكومة من معبد لالش: تطبيع أوضاع المناطق الكوردستانية قضية رئيسية في مفاوضاتنا مع الحكومة الاتحادية

کەریم

الرئيس بارزاني يستقبل الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق

کەریم

فرق الدفاع المدني تعلن السيطرة على الحريق الذي اندلع في سوق القلعة بأربيل

کەریم